توقيع السمري ومدعي السفارة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
اخرج الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في كمال الدين وتمام النعمة قائلا: حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته : " بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيك من بعدك ؟ فقال : لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه.
كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 516
وهذا التوقيع هو من القواصم على ظهر مدعي الامامة لانه ادعى في موقعه ان الامام المهدي هو من ارشده الى امامته وارسله الى الناس
قال احمد سماعيل في موقعه :ما سبب التحاقه بالحوزة العلمية في النجف فهو انه رأى رؤيا بالامام المهدي ع وامره فيها ان يذهب إلى الحوزة العلمية في النجف واخبره في الرؤيا(هنا)
وحاول بعض اتباع هذا المدعي ان يضعفوا الحديث ببعض الكلام
فقال قائلهم :
إن الرواية غير تامة السند :أما لكونها مرسلة :- كما ورد عن بعضهم ، والرواية المرسلة لا يعمل بها بأي حال من الأحوال . ومن القائلين بالإرسال : السيد الكاظمي صاحب (بشارة الإسلام) فقد علق (رحمه الله) على هذا التوقيع بعد سرده قائلاً :
( إن التوقيع خبر واحد مرسل )
قراءة جديدة في توقيع السمري(هنا)
ونحن نقول ان هذا من الوهم فالتوقيع ليس مرسلا اطلاقا وكلام السيد الكاظمي عن نفس التوقيع الذي اخرجه الطبرسي
والطبرسي لم يضع اسانيد في كتابه الاحتجاج فظن البعض ومنهم السيد الكاظمي ان التوقيع مرسلا ليس له اسناد
والحق ان اسناده موجود وتام
كما ذكرنا سابقا في كمال الدين وتمام النعمة
وقال المدعي ايضا :
والعلامة المجلسي يرى فيه الإرسال أيضاً وذكر هذا في (بحار الأنوار) حيث قال بعد إيراده للحديث الشريف :
( أنه خبر واحد مرسل )
وهذا الرجل من شدة الجهل لم يعرف ان الكلام ليس للعلامة المجلسي بل للعلامة النوري الطبرسي ومرجع هذا هو النقل دون مراجعة فوقع في اللغط والخبط
ودليلنا على اعتمادهم ما نقله الطبرسي هو قول الميزرا النوري نفسه في نفس الصفحة قال :
روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن الحسن بن أحمد المكتب والطبرسي في الاحتجاج مرسلا…
بحار الانوار ج53 ص 318
وحتج هذا المدعي بشيء اخر الا وهو ان الحسن بن احمد المكتب مهمل والمهمل هو من لم تذكر له ترجمة في كتب الرجال
وهذا نابع من ركوبه صنعة غير صنعته ونتحاله علم غير علمه فوقع في الخطاء وضل الطريق وساء سبيله
فأننا لم نتلزم بالتوثيقات الخاصة فقط بل اللتزمنا بالخاصة والعامة
والتوثيقات العامة هي كأن تكون ترضي او كقول الشيخ علي بن ابراهيم القمي انه لا يروي الا عن ثقة
والحسن بن احمد هو الحسن بن ابراهيم بن احمد بن هشام المؤدب او المكتب وترضى عنه الشيخ الصدوق في مواضع كثيرة جدا ننقل منها ما تيسر
عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 72
حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله
عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 263
حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم
علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 69
حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب الرازي رضي الله عنه
التوحيد - الشيخ الصدوق - ص 224
دثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله عنه
الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 484
حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب ( رضي الله عنه )
وسنكتفي بتوينيه للمصادر دون توثيقها بالوثائق
ولم نحصي كل ترضي للشيخ الصدوق عن الرجل
ومما يدل على وثاقته ايضا هو ما ذكره اهل الخلاف من توقير الشيخ الصدوق لهذا الرجل فقال
الحسين" بن إبراهيم بن أحمد المؤدب روى عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي وغيره قال علي بن الحكم في مشائخ الشيعة كان مقيما بقم1 وله كتاب في الفرائض أجاد فيه وأخذ عنه أبو جعفر محمد بن علي بن بأبويه وكان يعظمه.
لسان الميزان ج2ص272
فبهذا يكون الرجل من مشايخ الاجازة ومن الثقات ايضا
ومن العلائم على صحة الخبر ان الشيخ ابن قولوليه نسب هذا الاعقتاد للشيعة اجمع اخرج الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في كتاب الغيبة
أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي قال: سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه يقول: أما أبو دلف الكاتب لاحاطه الله فكنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل ثم صار مفوضا وما عرفناه قط إذا حضر في مشهد إلا استخف به ولا عرفته الشيعة إلا مدة يسيرة والجماعة تتبرا عنه وممن يومي إليه وينمس به. وقد كنا وجهنا إلى أبي بكر البغدادي لما ادعى له هذا ما ادعاه فأنكر ذلك وحلف عليه فقبلنا ذلك منه فلما دخل بغداد مال إليه وعدل من الطائفة و أوصى إليه لم نشك أنه على مذهبه فلعناه وبرئنا منه لان عندنا أن كل من ادعى الامر بعد السمري فهو كافر منمس ضال مضل وبالله التوفيق
الغيبة للشيخ الطوسي ص 412
ولو سلمنا جدلا ان الحديث ضعيف مع ما تقدم من ادلة على عتبار الحديث نقول ان العلماء اخذوا بالحديث الضعيف المنجبر بالشهرة
قال العلامة الوحيد البهبهاني رضوان الله عليه
اتفق المتقدمون والمتأخرون من القائلين بحجية خبر الواحد
على ان الخبر الضعيف المنجبر بالشهرة وامثالها حجة .
الفوائد الحائرية ص488
ولقائل ان يقول من اين لكم ان هذا الخبر مشهور ؟؟
نقول ان العلامة الطبرسي نقله في كتاب الاحتجاج وقد نص على انه اذا حذف الاسناد فهو من ما اجمع عليه او مشهور او موافق للعقل
قال : ولا نأتي في اكثر ما نورده من الاخبار بأسناده اما لوجود الاجماع عليه او موافقته لما دلت العقول اليه او لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمألف .
الاحتجاج للعلامة الطبرسي ج1 ص 14
واما مسألة الرؤيا او المشاهدة المقصودة في الرواية فبلا شك انها المشاهدة المرتبطة مع السفارة لانه التوقيع خرج لنفي السفارة بعد السمري رضوان الله عليه والسياق خير دليل لفهم النص
واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين امين يا رب العالمين
سلام عليكم
ردحذفبوركت أنامل صاحب هذا المقال المبارك ... ولكن لم نعرف من هو .. فينبغي ذكر اسمه .. وذلك لحاجة الناقلين عن هذا المقال إلى ذلك.
وعليكم السلام : الكاتب اخيكم الخادم ابو اسد ولكم ان تنقلوه على انه بأسمكم
ردحذف