رواية الاصبغ ابن نباته

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين امين يا رب العالمين

يحتج جماعة احمد اسماعيل برواية وردت في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي وهي :

عن الاصبغ بن نباتة قال : اتيت امير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكراً ينكت في الارض فقلت ما لي اراك متفكراً تنكت في الارض ارغبة منك فيها؟ فقال لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط لكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي وهو المهدي الذي يملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً تكون له غيبة وحيرة يضل فيها اقوام ويهتدوي فيها اخرون فقلت وكم تكون الحيرة والغيبة قال ستة ايام او ستة اشهر او ست سنين فقلت وان هذا لكائن فقال نعم كما انه مخلوق وانى لك بهذا الامر يا اصبغ اولئك خيار هذه الامة مع ابرار هذه العترة فقلت ثم ما يكون بعد ذلك فقال ثم يفعل الله ما يشاء فأن له بداءات وارادات وغايات ونهايات .اه
واشار صاحب الكتاب الى المصدر قائلاً [الكافي ج1 ص379

ووجه الاحتجاج هو : قول امير المؤمنين : فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي فأذا عددنا الائمة يكون الامام المهدي هو الحادي عشر من ولده والمولود يكون الثاني عشر من ولد امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

اقول بالتوكل على الله :
ان صاحب كتاب جامع الادلة عبد الرزاق الديراوي كذب فرواية الشيخ الكليني هكذا :
عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا ينكت في الارض، فقلت، يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الارض، أرغبة منك فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، تكون له غيبة وحيرة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين ! وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: وإن هذا لكائن؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق وأنى لك بهذا الامر يا أصبغ اولئك خيار هذه الامة مع خيار أبرار هذه العتره، فقلت: ثم ما يكون بعد ذلك فقال: ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداء ات وإرادات وغايات ونهايات.


فنظروا الى عظم كذبهم فقد حرف الرواية حتى تناسب هواه ولو انه قال انه نقل الرواية من كتاب الشيخ الطوسي لكان صادقاً لكن حتى يجعل عند القرأ تلبيساً بأن هذه رواية الشيخ الكليني والشيخ الطوسي نقلها عنه بنفس اللفظ 

وهنا سوف نتكلم عن كلمة ظهري : 
ادعى عبد الرزاق الديراوي بأن الكلمة اصلها من ظهر والنساخ اضافوا الياء وان الياء موضوعة بين قوسين في نسخة قال : على ان الرواية قد وردت في كتاب الكافي لمؤلفه الشيخ الكليني بالصورتين معاً كما تدل عليه اشارة محقق الكتاب حين وضع الياء بين معقوفتين بالشكل الاتي [من ظهر(ي)]. 

اقول : لا ادري اي نسخة نقل منها هذا الشخص وجود المعقوفتين حتى نرجع اليها ونتحقق وبين يديناً اكثر من تحقيق ليس فيه هتين المعقوفتين وسوف ننقل اثنين منها فقط 

1-تحقيق  علي اكبر الغفاري رحمة الله عليه ولا يخفى على المطلع مدى دقة وعلمية وجودة تحقيقات الرجل اورد الكلمة من دون معقوفتين

ونسخة دار الحديث في قم المشرفة وهو افضل تحقيق للكتاب الشريف حتى الان ايضاً لا يوجد معقوفتين ولا اقواس:

وفي تعليق المحقق فائدة عظيمة قال :
اذاً سائر النسخ التي بين يديهم فيها لفظ ظهري وليس ظهر في ما يخص الكافي الشريف حصراً وعدد هذه النسخ كما بينوها في المقدمة :
والامر لم ينتهي عند هذا الحد :
نسخة المحدث الكاشاني رحمة الله عليه من الكافي الشريف :







نسخة العلامة المجلسي :

فكل هذه النسخ ليس فيها معقوفتين نعم النسخة الوحيدة التي عثرنا عليها والمحقق وضع معقوفتين هي نسخة المولى المازندراني والمحققين يعرفون ان الذي يثبت على انه متن هو الكثير لا القليل .
الى هنا نكتفي بذكر نسخ الكافي الشريف التي ليس فيها معقوفتين حتى يقول هذا الشخص انها من اضافات النساخ وليست موجودة في كل النسخ .
ننتقل الى الادلة الاخرى التي ادعها على ان انها قرائن على عدم وجود ياء في الكلمة .

القرينة الاولى رواية الخصيبي للرواية بدون ياء : 
وعنه عن الحسن بن جمهور عن أبيه ، عن محمد بن عبد الله بن مهران
الكرخي عن ماهان الابلي ، عن جعفر بن يحيى الرهاوي ، عن سعيد بن
المسيب ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال دخلت على أمير المؤمنين
( عليه السلام ) فوجدته مفكرا ينكت في الأرض قلت : يا مولاي مالي
أراك مفكرا قال : في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي وهو
المهدي الذي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما يكون له غيبة يضل
بها أقواما ، ويهدي بها آخرين أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة
فقلت : ثم ماذا : قال : يفعل الله ما يشاء ، من الرجعة البيضاء والكرة
الزهراء ، واحضار الأنفس الشح والقصاص والاخذ بالحق والمجازاة بكل
ما سلف ثم يغفر الله لمن يشاء

الرد على القرينة الاولى : 
بعد ان نعرف ان الكتاب شنيع الاخطاء ولم يحصل انه حقق تحقيقاً جيداً حتى الان والذي يقرأه يعرف هذا نقول ان هذا الشخص نفسه يرد على نفسه في موضع من كتاب اخر له اسمه ما بعد الاثني عشر اماماً كان هناك كلام حول رواية وردت في الكافي ونفس الرواية وردت في كتاب الخصال للشيخ الصدوق والارشاد للشيخ المفيد بمتن فيه اختلاف فهو رفض هذا الدليل بحجة اختلاف الاسناد قال : 
ويلاحظ عليها : 
1-ان الصدوق والمفيد لا ينقلون عن كتاب الكافي كما يدل اختلاف السند ففي الكافي يروي الكليني عن محمد بن يحيى بينما يروي الصدوق والمفيد عن الكليني عن ابي علي الاشعري لا عن محمد بن يحيى فيتحصل ان الكليني ان قبلنا الموجود في العيون والختصال كما هو قد سمع الحديث مرة من ابي علي الاشعري ومرة اخرى من محمد بن يحيى وكل منهما يروي الحديث بصورة تختلف عن الاخر ولعله-اي الكليني-تحصلت لديه قرائن تقوي رواية محمد بن يحيى فأثبتها في كتابه دون الاخرى. 
كتاب ما بعد الاثني عشر اماماً ص 45 
اقول : ليس لكذاب حافظة فقد نسى كلامه هذا واستشهد برواية ليست هي ذاتها رواية الشيخ الكليني فأسناد الشيخ الكليني هو هذا :
علي بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن خالد قال : حدثني منذر بن محمد بن
قابوس ، عن منصور بن السندي ، عن أبي داود المسترق ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك
الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الأصبغ بن نباتة
واسناد الخصيبي هذا :
وعنه عن الحسن بن جمهور عن أبيه ، عن محمد بن عبد الله بن مهران
الكرخي عن ماهان الابلي ، عن جعفر بن يحيى الرهاوي ، عن سعيد بن
المسيب ، عن الأصبغ بن نباتة

فكلامه الذي قاله في كتاب ما بعد الاثني عشر اماماً نوجه ها هنا وننقض عليه القرينة الاولى 
القرينة الثانية ان الرواية وردت في دلائل الامامة للطبري بدون كلمة ياء : 

اقول نعم لكنها وردت بلفظ من ظهر الحادي عشر هو المهدي... 
فمن يريد ان يسقط الياء فليسقط من ولدي ايضاً .
القرينة الثالثة رواية الشيخ المفيد للرواية بدون ياء :

استدل ايضاً بالرواية الواردة في كتاب الأختصاص للشيخ المفيد وهي كالاتي : 
 حدثنا محمد بن قولويه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن خالد الطيالسي
عن المنذر بن محمد ، عن النصر بن السندي ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق
عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الأصبغ بن نباتة ،
قال سعد بن عبد الله : وحدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي قال : حدثنا الحسن
ابن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ،
عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا " ينكت في الأرض 
فقلت : يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا " تنكت في الأرض ، أرغبة منك فيها ؟ قال : لا
والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما " قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي
عشر من ولدي  هو المهدي الذي يملأها عدلا وقسطا " كما ملئت ظلما " وجورا " ،
يكون له حيرة وغيبة ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون  فقلت : إن هذا لكائن ؟
قال : نعم كما أنه مخلوق فأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمة مع
خيار أبرار هذه العترة ، قلت : وما يكون بعد ذلك ؟ قال : الله يفعل ما يشاء فإن لله
إرادات وبداءات وغايات ونهايات

اقول بعد ان نوجه للصاحب الادعاء كلامه الاول حول اختلاف الاسناد نقول ان المحقق للكتاب قال في الهامش : وفي بعض النسخ من ظهري ص209 دار المفيد للطباعة والنشر 
اذاً نفس هذه القرينة بحاجة الى بحث فكيف يستدل بها على ابطال المثبت في نسخ كثيرة ؟


القرينة الثالثة رواية الشيخ الطوسي : 

استدل ايضاً برواية الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة للحديث على انه اسقاط للمثبت في الكافي : 
 وروى سعد بن عبد الله الأشعري ، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك
الجهني ، عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته
متفكرا  ينكت في الأرض فقلت : يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في
الأرض ؟ أرغبة منك فيها ؟ .
فقال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ، ولكن فكرت في مولود
يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي ، الذي يملاها قسطا وعدلا
كما ملئت ظلما وجورا ، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها
آخرون 

اقول مرة اخرى هذا الاسناد ليس ذاته اسناد الشيخ الكليني 

واستدل بدلائل اخرى ايضاً :
1-الرواية تقول له غيبة والامام المهدي له غيبتان وهذا استدلال في غاية السذاجة والحماقة فقد وردت رويات تقول ان للأمام المهدي غيبة ولا تقول غيبتان كما وردت ان له غيبتان ايضاً 
منها ما رواها الشيخ الصدوق : 
دثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال :
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي
قال : أخبرنا وكيع عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سليط قال :
قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام : منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم التاسع من ولدى وهو القائم
بالحق يحيى الله تعالى به الأرض موتها ويظهر به دين الحق على الدين كله
ولو كره المشركون له غيبه يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون فيؤذون
فيقال لهم : متى هذا الوعد ان كنتم صادقين أما ان الصابر في غيبته على الأذى
والتكذيب بمنزله المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله
عيون اخبار الرضا عليه السلام ج1 ص69

وايضاً :
خبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البرمكي ابن سعيد الخزاعي ، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي ، قال حدثنا إسماعيل بن محمد البرمكي ، قال حدثنا موسى بن العمران النخعي ، قال حدثنا شعيب بن إبراهيم التميمي قال حدثنا سيف بن عميرة ، عن أبان بن إسحاق الأسدي ، عن الصباح بن محمد بن أبي حازم  عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمة بعدي اثنا عشر ، عدد شهور الحول ، ومنا مهدي هذه الأمة ، له غيبة موسى وبهاء عيسى وحلم داود وصبر أيوب .
كفاية الاثر للشيخ الخزار القمي ص43 

وهذه على سبيل المثال لا الحصر والحقيقة انه حاول تأويل الغيبة بأنها الصمت مستدلالً برواية اخرى عن رسول الله صل الله عليه واله وسلم وذلك لأنه يعرف انه سوف يقع في اشكال فهم يدعون ان صاحبهم ظهر وليس غائب وسوف يغيب بل هو ظاهر للناس يحدثهم ويكلمهم 

الاستدلال الاخر قوله ان الرواية توقت خروج القائم وهذه ليست عادة اهل البيت 

اقول الرواية لم تحدد ولم توقت بل فيها اشارة واضحة للبداء لأن الامام ترك الامر مفتوح وقال له ارادت وبداءت .

الاستدلال الاخير وهو المضحك المبكي قوله ان  اذا وردت في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي فهذه قرينة قوية على صحت ما ورد في كتاب الغيبة حصراً وسبحان الله هل المدعي هذه يقول بأن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي افضل من كتاب الكافي للشيخ الكليني مع ان الطائفة مجمعة على فضل هذا الكتاب وأنه كالشمس بين الكتب ؟ 

امر اخر على فرض ان الرواية في بعض نسخها ليس فيها ياء فهل هذا يعني ان باقي النسخ التي فيها ياء كذب ؟ لا فالرواية اذاً -لو سلمنا بما يقولون تحتمل الامرين فلماذا تستدلون برواية يرد اليها الاحتمال مع ان اصحاب العقول مجمعون على ان ما ورد اليه الاحتمال بطل به الاستدلال .
وعلى فرض عدم وجود ياء من الاساس تبقى الرواية تحتمل ان قوله من ولدي وصف للمولود اي ان المولود هذا من ظهر الحادي عشر وهو من ولد امير المؤمنين 
الخلاصة
الحديث بلفظ [فكرت في مولود من ظهر الحادي عشر من ولدي] ورد في ثلاث الغيبة للشيخ الطوسي والاختصاص للشيخ المفيد والهداية الكبرى للخصيبي بهذا اللفظ 
وورد في الغيبة للشيخ النعماني وكتاب الكافي نفسه وكتاب دلائل الامامة والوافي ومرأة العقول واثبات الوصية للمسعودي والكثير الكثير بلفظ مغاير لهذا اللفظ وينسجم مع اعتقادنا بأن الائمة اثني عشر فهل المنصف والعاقل وصاحب التحقيق يرمي كل هذه المصادر ويأخذ بثلاث مصادر فقط ؟ سبحان الله 


الى هنا ننتهي والحمد لله من الرد على هذه الشبهة السخيفة والمحاولة البائسة من اتباع احمد اسماعيل لتزيف العقائد الصحيحة بترهات سقيمة وافهام سفيهة نسأل الله ان يتقبل عملنا ويعجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان


لتحميل البحث بصيغة pdf اضغط هنا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع جعفر الشبيب

اية اكمال الدين واية التطهير صواعق على عقيدة احمد اسماعيل